top of page
nam-gorohi-naghashikhat-gallery-barsam-45.jpg

في نشأة علم البلاغة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في نشأة علم البلاغة: Welcome

في نشأة علم البلاغة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعددت تعاريف البلاغة، واختلفت من عصر لأخر، ومن باحث لآخر، وفيما يلي تعاريف بعض البلاغيين القدماء، وبعض المحدثين

تعاريف البلاغيين القدماء:ـ

لقد عرفها الرماني بقوله: "إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من ، وعرفها القزويني المتوفى عام (739هـ) بأنها: "مطابقة الكلام لمقتضى  اللفظ" . وعرفها أبو هلال العسكري المتوفى عام 395هـ بقوله:" الحال مع فصاحته" البلاغة كل ما تبلغ به المعنى قلب السامع، فتمكنه في نفسه، كتمكنه في نفسك مع.  صورة مقبولة ومعرض حسن". وعرفها الجرجاني المتوفى عام (471هـ) بقوله: "البيان هو تأدية المعاني التي تقوم بالنفس تامة على وجه يكون أقرب إلى القبول وأدعى إلى التأثير وفّى* . صورتها وأجراس كَلِمِها* بعذوبة النطق وسهولة اللفظ والإلقاء والخفة على السمع" وعرفها الآمدي المتوفى عام 370هـ بأنها:" إصابة المعنى وإدراك الغرض بألفاظ سهلة عذبة مستعملة، سليمة من التكلف، لا تبلغ الهذر الزائد على قدر الحاجة، ولا تنقص نقصاناً يقف دون الحاجة.

أما السكَّاكي المتوفى عام 626هـ فقد عرفها بقوله:" هي بلوغ المتكلم في تأدية المعاني حداً له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقها، وإيراد أنواع التشبيه .

وعرفها ابن الأثير المتوفى عام 637هـ مع تعريفه والمجاز والكناية على وجهها" للفصاحة ليبين حد كل منهما بقوله: "أن الكلام الفصيح هو الكلام الظاهر البين وأعني بالظاهر البين أن تكون ألفاظه مفهومه بحيث لا يحتاج أحد في فهمها إلى كتاب لغة، فبينما البلاغة شاملة الألفاظ والمعاني، وهي أخص من الفصاحة كالإنسان من الحيوان، فكل إنسان حيوان وليس كل حيوان إنسان، والبلاغة لا تكون إلا في اللفظ والمعنى معاً بشرط التركيب، لأن اللفظة الواحدة لا يطلق عليها اسم البلاغة بينما يطلق عليها اسم الفصاحة، إذ يوجد فيها الوصف المختص بالفصاحة وهو الحسن، وأما وصف البلاغة فلا يوجد في اللفظة الواحدة لخلوها من المعنى الذي ينتظم كلاماً. ويضرب ابن الأثير مثلاً على ما يقول، قوله تعالى: (ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً)، فإن كل كلمة من هذه الآية الكريمة بمفردها فصيحة، لأنها معلومة المعنى، بينما البلاغة هي في اجتماع هذه المعاني الفصيحة بصورتها  البلاغية".ـ

ومن خلال ما تقدم من التعاريف نلاحظ أنها جميعاً تقوم على أساسي اللفظ والمعنى، فأغلب التعاريف تؤكد أن البلاغة هي إيصال المعنى المراد إلى قلب السامع، مع التعبير عنه بأسلوب جميل باستثناء تعريفي القزويني وابن المقفع، حيث رأى القزويني أن البلاغة هي مناسبة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته، ورأى ابن المقفع أن البلاغة هي الإيجاز.ـ



نظرة تاريخية:ـ

إن القبة الحمراء التي كانت تضرب للنابغة الذبياني بسوق عكاظ في العصر الجاهلي، ليجلس تحتها، ويأتي إليه الشعراء، ويعرض عليه كل منهم شعره ليميز هو بين حسن الشعر ورديئه، ويختار أفضله لتدل دلالة واضحة على أن هناك مقاييس معينة كان يختار وفقها أفضل الشعر، وهذا دليل على أن العرب في الجاهلية  قد عرفوا البلاغة، ولكن البلاغة الفطرية البسيطة البعيدة عن التقعيد والتعقيد

ولا بد من الإشارة إلى أن البلاغة في بدايتها أطلق عليها اسم البديع.  ومن هذا المنطلق أطلق ابن المعتز على كتابه اسم البديع بالرغم من أنه تناول فيه مختلف ألوان البلاغة من استعارة وتشبيه وكناية وتعريض بالإضافة إلى ألوان البديع. وقد أطلق عليها اسم البيان، ومن البلاغيين الذين أطلقوا عليها هذا الاسم "ابن وهب صاحب كتاب: البرهان في وجوه البيان، وضياء الدين ابن الأثير صاحب كتاب: المثل السائر،  والبلاغيون أنفسهم أقروا هذه التسمية بقولهم: " إن وجه تسمية الجميع علم البيان يرجع إلى أن معنى البيان هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير ولا شك أن العلوم الثلاثة - المعاني والبيان والبديع - لها تعلق بالكلام الفصيح المذكور" ويقول بدوي طبانة: (إن المتقدمين كانوا يسمون علم البلاغة وتوابعها بعلم نقد الشعر، وصنعة الشعر، ونقد الكلام، وفيه ألف أبو هلال العسكري كتاباً سماه: الصناعتين ويعني بذلك النظم والنثر ، وألف قدامة بن جعفر الكاتب كتاباً سماه: نقد  الشعر )وأول من تناول علوم البلاغة بالبحث الجاحظ المتوفى عام225هـ ، في كتابه البيان والتبيين، ولكن تناوله لها كان بسيطاً، وغير منظم، ولا مقعد، ومن المسائل، التي تناولها:ـ

أولاً: الكلام على صحة مخارج الحروف، ثم على العيوب التي سببها اللسان أو الأسنان أو ما قد يصيب الفم من التشوه.

ثانياً: الكلام على سلامة اللغة، والصلة بين الألفاظ والعيوب الناجمة من تنافر الحروف.

ثالثًا: الكلام على الجملة والعلاقة بين المعنى واللفظ ثم على الوضوح والإيجاز والإطناب والملاءمة بين الخطابة والسامعين         لها والملاءمة بين الخطبة وموضوعها 

رابعاً: الكلام على هيئة الخطيب وإشاراته".ـ

ثم جاء بعده عبد االله بن المعتز المتوفى عام 296 هـ، وألف كتابه: البديع، فجعل للبديع خمسة أنواع هي: الاستعارة، والتجنيس، والمطابقة، ورد الأعجاز على ما تقدمها، والمذهب الكلامي، وجعل محاسن الكلام في الشعر ثلاثة عشر هي: الالتفات، والاعتراض، والرجوع، وحسن الخروج، وتأكيد المدح بما يشبه الذم، وتجاهل العارف، والهزل الذي يراد به الجد، وحسن التضمين، والتعريض والكناية، والإفراط في الصفة، وحسن التشبيه، وإعنات الشاعر نفسه في القوافي، وحسن    الابتداء.ـ

وقد ألفه  "ليبين أن المحدثين لم يخترعوا البديع وإنما وجد عند العرب منذ  القديم في العصر الجاهلي وفي القرآن الكريم، والعصر الإسلامي".

وقال فيه: "إنه لم يسبق إلى جمع علوم البديع ومن أراد من الباحثين بعده أن يضيف إلى ما جمع شيئاً فله ذلك ومن اقتصر عليه فله أيضاً اختياره". ولا بد من الإشارة إلى أن "أبا هلال العسكري قد نقض دعوته هذه وقال إن  القدماء قد عرفوا البديع قد عرفوا علم البديع قبله".ـ

وتوالت بعدها الدراسات والكتب التي اسهمت في تطوير علم البلاغة، خاصة في العصر العباسي والذي حدثت فيه تطورات كبيرة في علم البلاغة من قبل الباحثين النشطين ولم تجمد هذه الدراسات والتطورات إلا في أواخر العصر العباسي، ومع بداية عصر الانحدار.ـ

علاقة البلاغة بالدين الاسلامي:ـ

للبلاغة اتصال وثيق بالدين الإسلامي والهوية الإسلامية،​ حيث  إن الدافع الأول الذي دفع الباحثين إلى البحث في البلاغة هو الفكر الديني بقرآنه الكريم، وحديثه الشريف وذلك لسببين:ـ

أولاً: تفسير آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة لمعرفة الأحكام الإلهية، فقد قال  الزمخشري:"إنه لا يستطيع تفسيره إلا شخص برز في علمي المعاني والبيان." وأكثر الدراسات الدينية التي تمت، وكان هدفها التعرف على معاني القرآن الكريم، والحديث الشريف، تطرقت بشكل أو بآخر إلى العلوم البلاغية في أثناء التفسير، ولم يكن بالإمكان الابتعاد عن ذلك لأن معرفة البلاغة شيء أساسي لمعرفة المعاني الدينية.

ثانياً: معرفة إعجازالقرآن الكريم، وسر بيانه، وبديع أسلوبه، الذي فاق كل ما جاء على لسان العرب. ومن أجل ذلك فقد ألف العرب العديد من الكتب التي بحثت في بلاغة القرآن وأسرارها، ومن ذلك: دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، ومعاني القرآن للفراء ومشكل القرآن لابن قتيبة، والنكت في إعجازالقرآن للرماني، وإعجاز

القرآن للباقلاني، وإعجاز القرآن لعبد الجبار، والصناعتان لأبي هلال العسكري. فالعلاقة وثيقة بين البلاغة والدين، فمن الفكر الديني استمدت البلاغة وجودها، وبها حاول الباحثون البلاغيون تفسير الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وبيان سر إعجاز القرآن الكريم.

أخيراً: من حيث زمن نشوء علم البلاغة:ـ

لا يمكننا أن نحدد زمناً معيناً لنشوء البلاغة، فالبلاغة موجودة حيث وجد الأدب وإن كانت بشكلها الفطري البسيط. وقد مرت البلاغة بمراحل كثيرة وتطورت عبر مرحلة على أيدي باحثين جدد إلى أن وصلت إلينا بأقسامها وفروعها التي نعرفها، ولكننا نجدها قد انتهت على غير ما بدأت به، فقد بدأت على أيدي الجرجاني إبداعاًً فنياً مرتبطاًْ بالأدب، وانتهت على يدي السكاكي ومن تلاه تقسيماً وتبويباً وتقعيداً، حيث أصابها الجمود، وتاه الباحث في كثرة فروعها وأقسامها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جملة من المؤلَّفات البارزة في علم البلاغة:ـ

هناك بلا شك عدد هائل من المؤلفات في علم البلاغة، إلا أن من أهمّها: أولاً مؤلَّف البيان والتبيين للجاحظ، حيث أنه كان من أوائل المؤلَّفات التي تناولت علم البلاغة باسلوب مبسط. ثانياً، مؤلَّف البديع لابن المعتز والذي أطلق فيه ابن المعتز مسمى علم البديع. ومؤلفات كثيرة أخرى مهمة، مثل الصناعتين لأبي هلال العسكري، ومفتاح العلوم للسكاكي، والكشاف للزمخشري ودلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني.



في نشأة علم البلاغة: About My Project

في معنى الفصاحة والبلاغة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا: الكلمة الفصيحة والمتكلم الفصيح

أ. الفصاحة: تعرَّف لغةً على أنها الظهور والبيان. أما الفصاحة في اصطلاح البلاغيين فتعرَّف على أنها وضوح اللفظ مع السلامة من العيوب

:منها   

أولاً: تنافر الحروف. كما في كلمة هُعخُع 

ثانياً: أن تسلم من الغرابة في الاستعمال. كما في قول رؤبة بن العجاج: وفاحمـا ومرسنـا مسرَّجـاً.                             حيث أنه أراد بفاحماً أن يصف الشَّعر وبمرسَّنا أن يصف الأنف إلا أن مسرَّجاً سيَخفَى معناها الدقيق                  على المتمكن من اللغة  ولن يعلم إن أراد الشَّاعر أن يشبِّة الأنف في صفة الدقة والاستواء بالسيف السريجي          أم أنه أراد أن يشبِّهه بالسِّراج في البريق واللمعان

ثالثاً: مخالفة القياس الصرفي. كقول أبي النجم: الحمد لله العلي الأجلل. حيث أن القياس الأمثل هو أن يقول الأجَلَّ.     مثال آخر عندما يجمع الناس كلمة (مدير) على أنها مدراء، بينما القياس الأمثل لها هو كلمة مديرين   

ب. الكلام الفصيح: هو الخالي من التنافر في كلماته ومن ضعف التركيب ومن التعقيد اللفظي أو المعنوي

   أولاً: التنافر في الكلمات، وذلك بتقارب  مخارج الحروف وذلك لأن النطق بتقارب مخارج الحروف                       يشبه المشي المقيَّد. من الأمثلة على ذلك قول الشاعر: وفـبـرُ حـــربٍ ٍبـــمـــكـــان قـــفـــرُ   ولـــيـــس قُـــرب  قَـــبـــرِ حـــربٍ قَـــبـــرُ     

ثانياً: أن يخلو من الضعف التركيبي بسبب ضعف الوجه النحوي. نحو: ضرب غلامه زيداً. فإن الأصل في الضمير        أن يعود على ما تقدم وليس ما تأخر، لكن الضمير في غلامه يعود على زيداً وهو المتأخر. وهذا وجه ضعيف         في النحو

ثالثاً:الخلو من التعقيد اللفظي والمعنوي 

مثال على التعقيد اللفظي: قول بعض المُلَغِّزين في الفرائض: 

 رجـل مـات وخــــلَّــــى رجــــلاً   ابـــنَ عــم ابـــنِ اخـــي عم أبــــيــــهِ       

والمراد هنا هو ابن عمه الا انه اطال واستطرد فتعقد المعنى

أما في التعقيد اللفظي 

مثل قول العباس بن  الأحنف:   سأطـــلـــب   بــعــد الدار لـتــــقربــوا   وتــســكــب عــيــنــاي الدموع لــتجــمــدا

وقد أراد في الشطر الثاني الكناية عن السرور، لأن جمود العين هو في عدم البكاء، ولكن الذي أفسد هذا المعنى أنه عبر عنه بعد التعبير عن الحزن والبكاء، حيث أن الأعين إذا سكبت الدموع حتى جمُدت فإن هذه الحال لا تعبِّر عن السعادة بل تعبر عن جفاف مياه العين

ج. المتكلم الفصيح: هو القادر على الإتيان بالكلام الفصيح الموضَّحة شروطة وخواصه سالفاً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ثانياً: الكلام البليغ والمتكلم البليغ

أ. الكلام البليغ: يُعرَّف على أنه الكلام المناسب لمقتضى الحال والمقام

ب. المتكلم البليغ: هو القادر على التعبيرعن المراد بكلام بليغ، أي مناسب لمقتضى الحال

                                               الوسيطة المرئية التالية توضِّح الفصاحة والبلاغة بشيء من التفصيل. وهي ضمن منشورات المقررات المفتوحة لجامعة الملك خالد                       

في نشأة علم البلاغة: Watch
في نشأة علم البلاغة: Watch

عمل الطالبة: سعدية صالح أحمد - إشراف المعلمة: منيرة الحارثي

©2018 by دليل الى علم البلاغة. Proudly created with Wix.com

bottom of page